حديث: (من قرأ حرفا فله به حسنة)

الترمذي:​​ 

(2854)- [2910]​​ حَدَّثَنَا​​ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا​​ أَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا​​ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ​​ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، قَال: سَمِعْتُ​​ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ، قَال: سَمِعْتُ​​ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ​​ صلى الله عليه وسلم:​​ " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ​​ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ "​​ وَيُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، وَرَوَاهُ أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، رَفَعَهُ بَعْضُهُمْ وَوَقَفَهُ بَعْضُهُمْ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ أَبُو عِيسَى: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، سَمِعْت قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ، يَقُولُ: بَلَغَنِي أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ وُلِدَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ​​ صلى الله عليه وسلم​​ وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ يُكْنَى أَبَا حَمْزَةَ

شعب الإيمان للبيهقي:​​ 

]​​ رَوَاهُ​​ الضَّحَّاكُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ​​ أَيُّوبَ بْنِ مُوسَى، عَنْ​​ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ​​ ابْنَ مَسْعُودٍ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ​​ صلى الله عليه وسلم: "​​ مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ،​​ فَلَهُ بِهِ​​ حَسَنَةٌ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا، أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ، أَلْفٌ حَرْفٌ، وَلامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ "

(1834)- [1984]​​ أَخْبَرَنَا​​ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْفَارِسِيُّ، ثنا​​ أَبُو بَكْرِ بْنُ قُرَيْشٍ، ثنا​​ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ، ثنا​​ هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَزَّارُ، ثنا​​ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ، عَنِ​​ الضَّحَّاكِ، فَذَكَرَهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: عَنْ​​ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ​​ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ​​ صلى الله عليه وسلم​​ قَالَ: "​​ مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنَ الْقُرْآنِ ".وَرُوِّينَا فِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ، مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مَرْفُوعًا وَمَوْقُوفًا، مَا دَلَّ عَلَى ذَلِكَ

معرفة الصحابة لأبي نعيم:​​ 

(4118)- [4522]​​ حَدَّثَنَا​​ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ كَوْثَرٍ، ثنا​​ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، ثنا​​ مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا​​ حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ​​ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ​​ أَبِي الأَحْوَصِ، عَنْ​​ عَبْدِ اللَّهِ، رَفَعَهُ، قَالَ:​​ " مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ كُتِبَ لَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ، أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ: الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلْفٌ حَرْفٌ، وَلامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ، ثَلاثُونَ​​ حَسَنَةً​​ "

ترجمة محمد بن كعب القرظي في التاريخ الكبير:​​ 

 

679-​​ مُحَمد​​ بْن​​ كَعب،​​ أَبو​​ حَمزة،​​ القُرَظِيُّ،​​ مَدِينِيٌّ.

سَمِع​​ ابْن​​ عَبّاس،​​ وزَيد​​ بْن​​ أَرقَم.

قَالَ​​ أَبو​​ نُعَيم:​​ مات​​ سَنَة​​ ثمان​​ ومئة.

سَمِعَ​​ منه​​ الحَكَم​​ بْن​​ عُتَيبَة،​​ وابْن​​ عَجلان.

ويُقال:​​ مُحَمد​​ بْن​​ كَعب​​ بْن​​ سُلَيم،​​ وكَانَ​​ أبوه​​ ممن​​ لم​​ يُنبِت​​ يوم​​ قُرَيظة​​ فَتُرِكَ.

حدَّثنا​​ يَحيى​​ بْن​​ سُلَيمان،​​ عَنِ​​ ابْن​​ وهب،​​ قَالَ:​​ حدَّثني​​ أَبو​​ صَخر،​​ أَنه​​ سأل​​ مُحَمد​​ بْن​​ كَعب​​ القُرَظِيَّ،​​ فقَالَ:​​ سَمِعتُ​​ عَبد​​ اللهِ​​ بْن​​ عَبّاس؛​​ فِي​​ صَيد​​ البَحر​​ ما​​ نبذه.

حدَّثني​​ ابْنُ​​ بَشّار،​​ قَالَ:​​ حدَّثنا​​ أَبو​​ بَكر،​​ قَالَ:​​ حدَّثنا​​ الضَّحّاك​​ بْنُ​​ عُثمان،​​ عَنْ​​ أَيوب​​ بْنِ​​ مُوسى،​​ سَمِعتُ​​ مُحَمد​​ بْنَ​​ كَعب​​ القُرَظِيّ،​​ سَمِعتُ​​ عَبد​​ اللهِ​​ بْنَ​​ مَسعُود،​​ عَنِ​​ النَّبيِّ​​ صَلى​​ اللَّهُ​​ عَلَيه​​ وسَلم؛​​ مَن​​ قَرَأَ​​ حَرفًا​​ مِن​​ كِتابِ​​ اللهِ،​​ فَلَهُ​​ حَسَنَةٌ.

قَالَ​​ مُحَمد:​​ لا​​ أدري​​ حَفِظَه​​ أم​​ لا.

علل أحمد بن حنبل:​​ 

1236-​​ حَدثنِي​​ أبي​​ قَالَ​​ حَدثنَا​​ حجاج​​ عَن​​ شريك​​ عَن​​ عَاصِم​​ بن​​ كُلَيْب​​ عَن​​ مُحَمَّد​​ بن​​ كَعْب​​ قَالَ​​ سَمِعت​​ عَليّ​​ بن​​ أبي​​ طَالب​​ قَالَ​​ أبي​​ وَهَذَا​​ وهم​​ مُحَمَّد​​ بن​​ كَعْب​​ يحدث​​ عَنْ​​ عَبْدِ​​ اللَّهِ​​ بْنِ​​ شَدَّادٍ​​ عَن​​ عَليّ​​ وَعَن​​ شبث​​ بن​​ ربعي​​ عَن​​ عَليّ​​ وَلم​​ أر​​ أبي​​ يصحح​​ أَن​​ مُحَمَّد​​ بن​​ كَعْب​​ سمع​​ من​​ عَليّ

الضعفاء أبي زرعة:​​ 

(ع)​​ محمد​​ بن​​ كعب​​ بن​​ سليم​​ بن​​ أسد​​ القرظي​​ أبو​​ حمزة​​ وقيل​​ أبو​​ عبد​​ الله​​ المدني​​ من​​ حلفاء​​ الأوس​​ وكان​​ أبوه​​ من​​ سبي​​ قريظة​​ سكن​​ الكوفة​​ ثم​​ المدينة،​​ ت120هـ،​​ قال​​ عنه: "مديني​​ ثقة" (8) .

تحرير علوم الحديث عبد الله الجديع:​​ 

فقول القرظي : ( سمعت عبد الله بن مسعود ) يثبت أنه تابعي قديم يلحق بطبقة علقمة والأسود من أصحاب ابن مسعود ، وحيث أن ابن مسعود مات سنة ( 32 ) أو ( 33 ) ، فهذا يعني إدراك القرظي لعثمان بن عفان رضي الله عنه وجميع من مات بعد ابن مسعود من الصحابة​​ .
والإسناد بهذا إليه صحيح ، ولذا قال الترمذي في الحديث : " حديث حسن صحيح​​ " .
وازدادت الشبهة بقول قتيبة بن سعيد : " بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم " ، فاعتمد ذلك أبو داود السجستاني فقال : " سمع من علي ومعاوية وعبد الله بن مسعود​​ " 
والتحقيق أن ذلك وهم ، فأما قول قتيبة الذي اعتمده أبو داود والترمذي فإنما حكاه عمن لا يعرف.
ورده البخاري بقوله : " لا أدري حفظه أم لا​​ " 
وسبب ذلك أن المعروف عند أهل السير أن أباه كعباً ممن نجا من القتل بحكم سعد بن معاذ في بني قريظة ؛ لأنه لم ينبت بعد​​ .
ولهذا عد كعباً في الصحابة من توسع فذكر من ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يذكر برؤية أو رواية ، كالحافظ ابن عبد البر ، وهذا على شرط آخرين كابن حبان معدود في التابعين ، وقد ذكره فيهم​​ ".
فمن كان أبوه محل تردد هل يعد في الصحابة أو لا يعد فيهم لصغره في أواخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فكيف لابنه أن يصح له السماع من الأقدمين ؟
وقد ذكروا أن محمد مات سنة (118 ) أو ( 117 ) وهو ابن ثمانين سنة​​ .
وهذا يعني أنه ولد سنة ( 38 ) أو ( 37 ) ، فكيف يصح أن يثبت له سماع من ابن مسعود على ما تقدم في وفاته ؟ وكيف يصح له من علي وقد استشهد سنة (40 ) ؟
وأشبه الأقاويل في مولده والمتفق مع هذا التحقيق قول الحافظ يعقوب بن شيبة : " ولد في آخر خلافة علي سنة أربعين​​ ".
وكأن من ذكر مولده في حياة النبي كلى الله عليه وسلم قصد أباه ، ولأبيه رواية عن علي بن أبي طالب من رواية محمد عنه ،​​ فيما ذكر ابن حبان​​ .
والوهم في ذكر السماع في حديث ابن مسعود يشبه أن يكون من قبل الضحاك بن عثمان ، فقد كان يخطئ​​ .

الحكم على الحديث:​​ 

الذي يظهر أن الحديث له علتان:​​ 

الأولى: الانقطاع بين محمد بن كعب وعبد الله بن مسعود، ابن مسعود رضي الله عنه مات في خلافة عثمان سنة 32 هـ وهي نفس السنة التي مات فيها العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، ومحمد بن كعب القرظي لم يدركهما.

قال يعقوب بن شيبة: ((وُلد في آخر خلافة عليّ بن أبي طالب في سنة أربعين [40 هـ]. ولم يسمع من العباس، توفي العباس في خلافة عثمان)).​​ اهـ وقال أيضاً: ((مات سنة سبع عشرة ومائة [117 هـ] وهو ابن ثمان وسبعين سنة)).​​ اهـ 

وقد اختُلف في سنة وفاة محمد بن كعب على ستة أقوال:
1-​​ 
سنة 108 هـ (أبو نعيم وابن أبي شيبة والترمذي)
2-​​ 
سنة 117 هـ (الواقدي وخليفة بن خياط وعليّ بن عبد الله التميمي ويعقوب بن شيبة)
3-​​ 
سنة 118 هـ (ابن حبان)
4-​​ 
سنة 119 هـ (محمد بن عبد الله بن نمير)
5-​​ 
سنة 120 هـ (يحيى بن معين وعليّ بن المديني وابن سعد)
6-​​ 
سنة 129 هـ (أبو عمر الضرير)

وقد اختُلف في عمره عند موته على قولين:
-​​ 
مات وهو ابن 78 سنة (الواقدي والتميمي ويعقوب بن شيبة)
-​​ مات وهو ابن 80 سنة​​ (ابن حبان)

فعلى القول الأول في سنة وفاته، يكون مولده سنة 30 هـ على قول يعقوب بن شيبة، وسنة 28 هـ على قول ابن حبان. فأنّى له السماع من ابن مسعود؟ والأمر أوضح في باقي الأقوال. 

ولأجل هذا روى البخاري من حديث محمد بن كعب ما رواه عن زيد بن أرقم، وأما مسلم فروى له عن أبي صرمة عن أبي أيوب وحديثا آخر عن أخيه عبد الله بن كعب عن أبي أمامة.

وكل ما رواه محمد بن كعب​​ عن ابن مسعود لا يثبت.
وأنبّه مجدّداً إلى أنّ حديث محمد بن كعب هذا له طريقان عن الضحاك بن عثمان: طريق أبي بكر الحنفي وفيه التصريح بالسماع، وطريق ابن أبي فديك وفيه العنعنة. قال البيهقي عن رواية ابن أبي فديك: ((فذكره بإسناده، غير أنه قال: عن محمد بن كعب، عن عبد الله بن مسعود .. الخ)).​​ اهـ وبمقابلة الروايتين بأقوال العلماء، يتبيّن أنالتصريح بالسماع وهم والصواب الرواية بالعنعنة. 

وأما حديث أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود، فلأبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود خمسة عشر حديثا كلها لا يثبت وأبو الأحوص ضعيف جدا لا يقبل حديثه، فكيف يقبل مرفوعا بمثل هذا، ولأجل ذلك تركها الترمذي فلم يرو منها شيئا وإنما روى هذا الحديث لأنه أحسن حالا من حديث أبي الأحوص.​​ 

Scroll to Top